وجرت العادة ، أني ما أن اتنقل بين البلدين العزيزين إلى قلبي ، ديرتي الكويت ، وديرتي الثانية البحرين ، إلا وتهيج بي تلك المشاعر ، التي لا أقوى على وصفها ، ما بين ألم الفراق ، وشوق للأصدقاء ، وحب للوطن ، ولهف للوطن الآخر . وتمتزج كل هذه المشاعر لتؤانسني دربي . لكن الغريب في آخر رحلة لي ، ترجمت جزء من هذه المشاعر بهذه الكلمات التصويرية البسيطة :
إني من حبٍ أعوذ ..
إن بالحب لوعة ..
لامست نجوى فؤادي ، بل ..
لامست جدران قلعة ..
هذا الجمال وحسن أوصافٍ بها ..
والخُلْقُ ، ذاك الفريد نوعه ..
كالطير يلهو بالصداح ..
زاد الطبيعة فيه روعة ..
كالشمس تشرق في الصباح ..
وضياؤها يزداد بدعة ..
كالنجم في العليا ينادي ..
نجمةً ، فيهيج لمعة ..
رفقًا بنا رفقًا فلم ..
يبقَ في الجفن دمعة ..
وكأنٌ من يصطادُ جروٌ ..
لا يجاري منك سرعة ..
رفقًا بنا رفقًا فلن ..
يبلغ الساعيُّ سعيه ..
Wednesday, September 19, 2012
Tuesday, September 4, 2012
وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم

كما هو معلوم أن الماء في العين يتلف عدسة العين وينقلب لونها أبيض ، وكان هذا تفسير واضح لما حدث لسيدنا يعقوب عليه السلام لحظة حزنه ، ولكن لم نجد تفسيرًا لرجوع بصره .
قبل أيام كنت في ندوة عنوانها ماء العين cataract ، لاستشاري العيون د. مؤمن الريفي ، في مستشفى الملك حمد في مملكة البحرين ، حيث أخبرنا في نهاية ندوته بعد استطراده لقصة يقعوب عليه السلام ، أن هناك دراسات حديثة بينت أن العرق له علاقة في علاج ماء العين. ولازالت الدراسات تبحث في سر هذا الموضوع.
ولنتأمل ولنعُد للآية الكريمة بعد فقده لبصره " قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ". ومن ثم قول يوسف عليه السلام " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتي بصيرًا " إلى قوله تعالى " فلما أن جاء البشير ألقـٰه على وجهه فارتد بصيرًا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ".
Friday, August 31, 2012
غير أولي الضرر
روى البخاري عن البراء قال : لما نزلت " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ادع زيدًا " فجاء ومعه الدواة واللوح أو الكتف، فقال : "اكتب" : "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" وخلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير. فنزلت مكانها " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر"
صحيح البخاري
فالشاهد من هذا الموقف، أن المؤمنين ينقسمون إلى قاعدون ومجاهدون .. والقاعدون ينقسمون إلى أولي الضرر وغير أولي الضرر .. وهذا كله من الأعمال الظاهرة
فلنحاول أن نقلب الأمور إلى النوايا .. فنجدها أكثر تنوعًا .. فالمجاهدون ينقسمون إلى من جاهد لله ومنهم لغير ذلك .. والقاعدون من أولي الضرر منهم من تعذر بضرره ورضي القعود .. ومنهم من تمنى الجهاد وضرره يمنعه .. وحديثنا عن شتى أنواع الجهاد وشتى أنواع الضرر.
فالأمر بالنهاية يعتمد على النية ومن ثم ترجمة هذه النية إلى عمل وجهاد
فلأي الأصناف ننتمي .. وأي الأجور نبغي
Sunday, August 19, 2012
Friday, August 17, 2012
بالأمس جئت فكيف كيف سترحل 2
ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ .. بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً .. كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
من للقلوبِ يضمها في حزنها .. من للنفوس لجرحها سيعلِّّلُ
ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً .. وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ
عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ .. فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ
ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا .. يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا .. وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ
يا ليلة القدر المعظَّمِ أجرها .. هل إسمنا في الفائزينَ مسجّلُ؟
كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ .. قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ
أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها .. شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ
فاضت دموعُ العين من أحداقها .. وجرت على كفِّ الدُّعاءِ تُبلِّلُ
يامن تحبُّ العفو جئتُكَ مذنباً .. هلا عفوتَ فما سواكَ سأسألُ
هلاّ غفرتَ ذنوبنا في سابقٍ .. وجعلتنا في لاحقٍ لا نفعلُ
يا سعدنا إن كانَ ذاكَ محقّقاً .. يا ويلنا إن لم نفزْ أو نُغسَلُ
بكت المساجدُ تشتكي عُمَّارها .. كم قَلَّ فيها قارئٌ ومُرتِّلُ
هذي صلاةُ الفجرِ تحزنُ حينما .. لم يبقَ فيها الصفُّ إلا الأولُ
هذا قيامُ اللِّيلِ يشكو صَحْبَهُ .. أضحى وحيداً دونهم يتململُ
كم من فقيرٍ قد بكى متعففاً .. مَنْ بعدَ شهر الخير عنهم يسألُ؟
يامن عبدتم ربكم في شهركم .. حتى العبادةَ بالقَبولِ تُكَلَّلُ
لا تهجروا فعلَ العبادةِ بعدَه .. فلعلَّ ربي ما عبدتم يقبلُ
يامن أتى رمضانُ فيكَ مطهِّراً .. للنَّفسِ حتى حالها يتبدَّلُ
يمحو الذُّنوبَ عن التقيِّ إذا دعا .. ويزيدُ أجرَ المحسنينَ ويُجزِلُ
هل كنتَ تغفلُ عن عظيمِ مرادِه .. أم معرضاً عن فضلِه تتغافلُ
إن كنتَ تغفلُ فانتبهْ واظفرْ به .. أما التغافلُ شأنُ من لا يعقِلُ
فالله يُمهلُ إنْ أرادَ لحكمةٍ .. لكنَّه ،ياصاحبي، لا يُهمِلُ
إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً .. هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟
لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً .. هوَ والذي في شهره لا يعملُ
رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ .. ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ
حتى يعودَ لربه متضرِّعاً .. فهو الرحيمُ المنعمُ المُتفضّلُ
وهو العفوُّ لمن سيأتي نادماً .. عن ذنبهِ في كلِّ عفوٍ يأملُ
رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي .. في قادم الأيامِ أم نتقابلُ!!
فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها .. والعين في لقياكَ سوف أُكحِّلُ
بالأمس جئت فكيف كيف سترحل
وها نحن على عتبات هذا الشهر الكريم .. على عتبات وداعه .. وكثرت مراسيم الوداع وتنوعت أشكالها ..
ومهما تختلف هذه المراسيم إلا أن أفضلها ما كان بعد اغتنام متميز لهذه المدرسة الرمضانية .. في شتى أنواع العبادات .. من عبادات قلبية ، أو جسدية
ومن علامات قبول الأعمال في رمضان .. هي استمرارها لما بعده .. وهنا يقع الحد الفاصل بين الرباني والرمضاني ..
وإننا نتزود في رمضان لنقوي علاقتنا الربانية .. لا أن نجعل علاقتنا بربنا رمضانية .. فرمضان وسيلة وليس غاية ..
ونعم ،، يختلف الأمر في رمضان عن غيره من الشهور في سهولة العبادة .. لذلك كان أدعى أن نتقوى فيه .. حتى نكون بعد رمضان أقوى مما كنا عليه قبله
والحمد لله الذي بلغنا بفضله سيد الشهور والأزمان .. اللهم أعده علينا أعوما عديدة وأزمنة مديدة .. وأكتبنا فيه من الفائزين .. اللهم آمين
ومن علامات قبول الأعمال في رمضان .. هي استمرارها لما بعده .. وهنا يقع الحد الفاصل بين الرباني والرمضاني ..
وإننا نتزود في رمضان لنقوي علاقتنا الربانية .. لا أن نجعل علاقتنا بربنا رمضانية .. فرمضان وسيلة وليس غاية ..
ونعم ،، يختلف الأمر في رمضان عن غيره من الشهور في سهولة العبادة .. لذلك كان أدعى أن نتقوى فيه .. حتى نكون بعد رمضان أقوى مما كنا عليه قبله
والحمد لله الذي بلغنا بفضله سيد الشهور والأزمان .. اللهم أعده علينا أعوما عديدة وأزمنة مديدة .. وأكتبنا فيه من الفائزين .. اللهم آمين
ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ .. بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً .. كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
من للقلوبِ يضمها في حزنها .. من للنفوس لجرحها سيعلِّّلُ
Friday, August 10, 2012
رمضانيات: وليال عشر ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله. (متفق عليه)
هكذا كان حاله .. واليوم قد مضت ليلتان من الليالي العشر المباركة .. والأجواء الإيمانية في تصاعد .. وأصوات الدعاء في تزايد .. وكثر الزحام حول المساجد .. والناس بين قارئ وقائم وساجد
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر من الليل فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. (صحيح)
ولو أمعنا لما يحدث في هذه اللحظات حين ينزل ربنا نزولا يليق به .. ويسأل .. فيجد عباده ببابه واقفين .. لاذوا بجنابه .. وأناخوا مطاياهم بباه .. رفعوا أكف الضراعة إليه .. يرجون رحمته ويخشون عذابه .. وهو الكريم وهو اللطيف وهو العظيم وهو الرحمن الرحيم
في هذه اللحظات .. يكون أعز وأشرف وصال .. بين العبد وربه .. حين تتساقط دموع الفرح بالمبشرات .. ودموع الخوف من المهلكات .. ودموع المحبة ، حبا بمناجاته .. وشوقا إلى لقائه
وأما ليلة القدر .. فهنيئا لمن وافقها
رباه هأنذا خلصت من الهوى .. واستقبل القلب الخلى هواكَ
وتركت أنسى بالحياة ولهواها .. ولقيت كل الأنس فى نجواكَ
ونسيت حبى وأعتزلت أحبتى .. ونسيت نفسى خوف أن أنساكَ
ذقت الهوى مرا ولم أذق الهوى .. يا رب حلوا قبل أن أهواكَ
أنا كنت يا ربى أسير غشاوة .. رانت على قلبى فضل سناكَ
واليوم يا ربى مسحت غشاوتى .. وبدأت بالقلب البصير أراكَ
اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه .. اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك .. والعتق من نيرانك
Subscribe to:
Posts (Atom)