Thursday, November 2, 2017

اغضب .. ومعك حق!

نعم، نكره الشخص الغاضب، وسريع الغضب، وقد تراودنا الأفكار أن الغاضبون هم حمقى وعديمي الصبر، وهم سلبيون بي تفكيرهم وأفعالهم .. وكثيرًا ما يعرقلون طبيعة الحياة من حولنا. فبالمختصر: الغاضب أحمق.

ومواقف الغاضبون هي مواقف يومية، تتكرر في كل مكان ومع كثير من الأشخاص وبمختلف اللغات. نرى قائد المركبة غاضب لحركة السير، والمريض غاضب على طبيبه، والمسافر غاضب من موظفي الجوازات، وكثير من الغضب حولنا

ولكن لم هذا التشابه؟ هل الغاضبون فعلا خاطئون .. لماذا لا ترشدنا الفطرة السليمة الى الفعل الصحيح .. أم أن الغضب هو الفعل الصحيح؟

من جميل ما سمعت .. أن "الغاضب هو شخص مثالي يبحث عن المثالية في حياته". مثلا قائد المركبة يتمنى أن يصل من نقطة إلى نقطة بسهولة ويسر .. وبوقت قياسي ..  فمجرد عدم التقاء هذه التوقعات مع الواقع يبدأ قائد المركبة بالدخول إلى مراحل الغضب بشكل تدريجي .. وتزداد مراحل الغضب بابتعاد التوقعات عن الواقع. والمريض يتمنى الحصول إلى شفاء لمعاناته وتشخيص دقيق وفوري دون انتظار النتائج والتحاليل أو حتى انتظار العلاج بالبدء. والمسافر قلق حيال سفره ويخشى الخطأ أو التأخير في مواعيده .. فيتمنى التخلص من هذه المرحلة بسهولة ومرونة وسرعة.

يا ترى ما الحل في ذلك؟

فقط حين تجلس مع نفسك .. وتراقب مواقف الناس من بعيد .. ثم تقوم بتجربة جميع الأدوار ولو بمخيلتك .. ستجد عذر لكل فعل أو قول .. وستفهم مجريات الأمور أكثر .. وإن وقعت في نفس الموقف فأنت واثق أنك ستصيطر على الموقف ولن تغضب.

كيف ذلك! بالمعرفة .. عرفت أوقات السير الثقيلة .. وعرفت أن الكل في عجلة من أمره .. وأن قوانين السير ليست منصفة للجميع .. فتنازلت عن وقتك لهم .. وتوقعت أن ترى صراع المركبات واخترت ألا تخوض فيه لعلمك أيضا أن وقتك لن يقصر أو يسرع بمجرد دخولك حلبة صراع المركبات. وكذلك أمكنك تجنب كل هذا باختيار أوقات أخرى .. أو طرق أبعد وأخف. وأثماء المرض على علم بمجريات الفحوصات .. وأن تشخيص المرض صعب وقد يطول .. وأن الشفاء يطول فتمالك نفسك وصبرت على مرضك. والمسافر كذلك. وحتى العلاقات الاجتماعية بين الأباء والأبناء وبين الأزواج. هو مجرد فهم أكثر للواقع مما أدى إلى توقعات قريبة من الواقع

فالغضب هو سلوك طبيعي ينتج كردة فعل عند عدم سير الأمور بانتظام أو كما هو متوقع .. ويزداد بازدياد جهلنا بالواقع أو بنقص علمنا.

فالأمر كله بين أفكارك .. وأنت من يحدد مشاعرك .. زد معرفتك .. وطور علمك .. وعامل الناس بمكارم أخلاقك


وكما يقال .. العلم سلاح والمعرفة قوة

Thursday, June 1, 2017

الإيمان بالنقاط الصغيرة ..

يرتكز اهتمامنا في أغلب الأحيان في أساس الموضوع .. ولا نكترث لأي من الأمور الصغيرة المحيطة بهذا الأساس .. بل وجودها من عدمه سواء .. والأمثلة كثيرة .. فالوجبة أهم ما يميزها المكون الرئيسي لها إن كان من لحم العجل أن الدجاج أم السمك .. فينصب الاهتمام على جودة المكون الرئيسي وعدم الاكتراث بالتفاصيل البسيطة.

ولكن لدي إيمان عميق بأهمية هذه النقاط الصغيرة في جميع حياتنا .. فعلى سياق المثال السابق .. فجودة الوجبة من وجهة نظري مرتبطة ارتباط شديد بالعديد من الأمور البسيطة .. مثل مع من تتناول وجبتك .. وفي اي وقت من اليوم .. وراحة المكان من ناحية النظافة والهدوء والمناظر الطبيعية او الفخمة وحالة الطقس .. هذا بالاضافة الى طريقة تعامل من يقدم لك الوجبة واريحية المجلس .. وأضف الى ذلك البهارات والنكهات المستخدمة في الاكل والاطباق الجانبية الصغيرة من مقبلات او حلويات ..

ومثال اوقع من ذلك هو الاغاني .. فهي منظومة مترابطة من الامور الصغيرة والكبيرة التي تجتمع لتطرب آذاننا .. هي كلمات جميلة بلحن رائع من بصوت ونغم جميلَين ..يصاحبها بعض المشاعر والمعاني .. وهو كذلك الفن .. عبارة عن انسجام متوازن .. وقس هذا الامر على العديد من الامور حولك ..

وأود أن أركز على أمر مهم .. ألا وهو العلاقات الاجتماعية .. بينك وبين اي شخص تحبه .. من أهل أو أصدقاء .. انظر لمن هم حولك من هم أكثر الاشخاص معزة ومودة .. هم يمتلكون أمر لا ندري ما هو .. شي خفي يجعلنا نرتاح لبعض .. لا شك أن مصدر هذا الامر هو قلب صافي .. لم يسع للابهار .. بل للاسعاد .. فاصبح يقدم كل ما هو جميل من كلمات وافعال واخلاق .. ولو كانت بسيطة .. ولكن هي السر في تلاحم الاخوة .. كلمة بسيطة وابتسامة وضحكة .. مساعدة ونصح وعتاب .. هدية وعزيمة وغيرها من امور بسيطة وصغيرة .. بتكرارها اشعلت علاقة حميمة وترابط صادق 

فلنكن ممن ييادر في هذه الاعمال البسيطة في حجمها عظيمة في أثرها .. ونحسن الى من هم أعز الناس لدينا .. والدينا وازواجنا وابنائنا واخواننا وخواتنا وبعدها اصحابنا ومن حولنا .. ولا ننسى من يوفقنا في كل هذه الامور .. الله سبحانه وتعالى .. القائل في الحديث القدسي :" ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" .. فقليل دائم خير من كثير منقطع .. قليل من الاعمال الخيرة .. المتواصلة .. الدائمة.

وفقني الله واياكم لما فيه خير 😊

Friday, August 19, 2016

الأم

الأم ..

لا أدري ماذا انتابني في هذا الوقت من الليل .. وأثناء تأدية عملي في أحد المستشفيات .. لا أنفك أتفكر في حبي لأمي 

حاولت دراسة بعض المعلومات الطبية .. وإذا بي أتذكر تدريسها لي منذ الطفولة .. وكأني أرى فرحتها في كل يوم آتي به بنتائج الدرجات .. وبدأت أشعر بتلك الفرحة التي كانت تغمرها في كل حفل تفوق أو حفل تخرج 

بل بدأت أتذكر لحظات شتى متبعثرة من حياتي .. سفراتنا .. طلعاتنا .. بعض من حكاياتها ومداعباتها .. بل أتذكر نصائحها .. وأتذكر بعض من المشاكل التي تسببتها لها وكيف كانت ردود أفعالها 

لا أدري ما هو الشعور .. لو كان حب لترجمته .. ولكنه أبلغ وأعمق من مجرد حب 

الحمد لله الذي جعل من حبنا لوالدينا أجر .. وجنة 
الحمد لله الذي رزقني هذه الأم .. ضياء .. التي ما تركتني في ظلماء قط .. كانت تشتعل لتضيء لي حياتي كلها 

فعلا ما نحمله من أمانة أمر عظيم تجاه والدينا .. وفعلا مهما عملنا او قلنا .. لن نبلغ برهما كما ينبغي .. ونظل مقصرين في حقهما 

يا رب ارزقنا بر والدينا ... يا رب اغفر لنا تقصيرنا .. يا رب اعف عنهم ومتعهم بالصحة والعافية 

لا أعلم ما قيمة هذه المعلومات لقارئها .. ولكنها مشاعر هزت كياني .. أردت كتابتها .. وأتمنى أن تكون نصيحة غير مباشرة لقارئها 



أحبج أمي الغالية

Thursday, May 19, 2016

تأمين شامل

من الأمور التي تقلق المرضى وذويهم عند التعامل مع المرض والعلاج .. هو جودة العلاج .. وجودة الطبيب .. والبحث عن ضمان يرجع المريض إلى طبيعته بعد العلاج .. مهما كلف ذلك 

كذلك .. نجد من هم حريصون على تأمين مركباتهم الآلية .. خوفًا من تعرضها لحادث أو خدوش من أخطاء الغير 

وهناك مجموعة .. تتمنى أن تؤمن على أنفسها بعد الوفاة .. باستثمار الكثير من أعمال الخير والعبادات

كلنا يبحث عن التحكم والسيطرة في المستقبل .. ويسعى إلى تحقيق رغباته ويحافظ على ممتلكاته باختلاف الوسائل المبذولة

إذًا .. كيف الحياة إذا استطاع الواحد منا أن يكون علاقة جميلة مع المسيطر على كل الامور .. بل أن يكون محببا لديه

كيف يكون تقبلنا لتقلبات الحياة إذا علمنا أن الله معنا في كل الأمور .. ولا يضيع الله عبيده

قال موسى عليه السلام : "إن الله معنا" .. وقال يعقوب عليه السلام : "وأعلم من الله ما لا تعلمون" .. وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ما ظنك باثنين الله ثالثهما .. وأما يوسف عليه السلام فقال : "إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم"

ومما جاء في الصحيح .. عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه "

مالي وما للأغنياء وأنت يا
رب الغني ولا يحد غناكَ
ومالي وما للأقوياء وأنت يا 
رب عظيم الشأن ما أقواكَ
إني أويت لكل مأوًا في الحياة
فما رأيت أعز من مأواكَ
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة 
فلم تجد منجى سوى منجاكَ
وبحثت عن سر السعادة جاهدًا
فوجدت هذا السر في تقواكَ
فليرضَ عني الناس أو فليسخطوا
أنا لم أعد أسعى لغير رضاكَ
أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي
وتعينني وتمدني بهداكَ
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
ما خاب يوما من دعا ورجاكَ

Monday, March 31, 2014

اللهم ردنا إليك ردا جميلا

عبد .. مصلي .. ذاكر لربه .. حافظا لكتابه .. يتلوه قائما آناء الليل .. ومرتلا أطراف النهار .. يسخي بالصدقة .. ويصوم طوعا وقربة .. ما احتاج حاجة إلا من رب الحوائج .. وإنما يشكي بثه وحزنه إلى الله .. آملا أن يكون المثال الإيماني القويم .. وجاعل له من العمل الصالح ما يواسيه ويهون عليه قبره .. يطمع إلى السير مطمئن النفس إلى غاية كل مؤمن .. الجنة

وتتوالى الأيام والليالي .. وتجد هذا العبد قد انشغل بملاهي الدنيا .. وخفت عبادته .. وبالكاد ينسى ما كان عليه من عمل إيماني .. وتجد مثله من ابتعد إلى أن وصل إلى الحافة الأخرى من الأعمال .. وأصبح يخجل من عمله الإيماني .. ويطرب بملاذات الحياة 

ولكن لنقف وقفة عند هذا القدر .. ولنراجع أنفسنا جميعا .. ولنتأمل من هم حولنا من أخوة وأصحاب تنطبق عليهم هذه الأمور .. فكيف هي نظرتنا لأنفسنا أولا .. وكيف نراهم 

بل لنوسع الرؤية ونرى كيف هو حالهم؟
هل خسف الله بهم؟
هل أمهلهم ثم قضى عليهم؟
أم هل أمتعهم بالدنيا؟
أم هل ستر عليهم وحافظ عليهم؟
أم هل ابتلاهم ليعودوا إليه؟

وأبعد من ذلك .. هل اشتاق لهم؟ ولترتيلهم؟ ولإلحاحهم؟ ولدموعهم؟ ولزحفهم إلى المساجد؟ 
فكيف هو حاله عز وجل لرجوعهم إليه؟ 
كيف هي معاملته إياهم؟
كيف هو فرحه بهم؟

وبعد هذا كيف سيختم لهم حياتهم؟

فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
ويا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على طاعتك
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان .. واجعلنا من الراشدين 
اللهم واجعل خير أعمارنا آخرها
وخير أعمالنا خواتيمها 
وخير أيامنا يوم نلقاك 

اللهم ردنا إليك ردا جميلا 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

ودمتم بود

Sunday, November 24, 2013

نزل وزنك بسرعة وبأمان (3)

نكمل رغم الانقطاع ..

محاولات إنزال الوزن كثيرة ومتعددة، وللأسف تتغلغل هذه المحاولات كثير من الطرق الخاطئة التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية بزيادة الوزن بدل فقدانه.

من المحاولات التي لا أوافقها .. هي الحميات الغذائية المؤقتة - الامتناع عن الأكل - استخدام حبوب وأدوية تخفيف الوزن .. أما العمليات الجراحية فلنا حديث لاحق.

ولكن أهم نقطة في الموضوع، وهي تلخيص لجميع الأساليب .. هي الأسلوب الغذائي الصحي والتمارين الرياضية السليمة.

والعلاج لا ينبغي أن يتم بطريقة البرامج المؤقتة أو لفترات محدودة .. بل أن يكون نمط حياة تلتزم به وتعتاد عليه.

وسنتحدث بتفاصيل أكثر عن الغذاء والرياضة في المستقبل القريب. :)

Sunday, January 20, 2013

نزل وزنك بسرعة وبأمان - تعاريف (2)

بداية، يجب أن نعرف بعض المصطلحات. وقد تعددت التعاريف والمصطلحات، فاخترت ما اظنه مناسبا.

زيادة الوزن هي الزيادة في وزن الجسم عن المعدل الطبيعي. أما السمنة فهي الزيادة في كمية الدهون في الجسم عن المعدل الطبيعي.
وللأسف عملية حساب الدهون غير مرنة وفيها بعض الصعوبات، فأصبحت العملية عن طريق حساب وزن الجسم. فرغم عدم دقة هذه العملية، إلا أنها تعتبر أفضل معيار ومؤشر على صحة وزن الجسم.
والعملية تسمى (مؤشر كتلة الجسم - Body Mass Index) أو BMI. وتتم عن طريق حساب كتلة الجسم بالكيلوجرام وتقسيمها على تربيع الطول بالمتر:
(الكتلة بالكيلوجرام) \ (الطول بالمتر)2
والقراءات الطبيعية بين 20-25 للوزن الطبيعي، وللوزن الزائد 25-30، والسمنة ما زاد عن 30.
ومما يشير إلى عدم دقة هذه العملية، هو أنه من الممكن لشخص رياضي يمارس رياضة رفع الأثقال، ولديه بنية جسم ضخمة من العضلات، أن تكون له نفس قراءة BMI لشخص سمين ولا يمارس اي نوع من انواع الرياضة.

فاحسب مؤشرك وتابع المشاركة القادمة .. :)