Friday, August 31, 2012

غير أولي الضرر

روى البخاري عن البراء قال : لما نزلت " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ادع زيدًا " فجاء ومعه الدواة واللوح أو الكتف، فقال : "اكتب" : "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" وخلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله أنا ضرير. فنزلت مكانها " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر" 

صحيح البخاري 

فالشاهد من هذا الموقف، أن المؤمنين ينقسمون إلى قاعدون ومجاهدون .. والقاعدون ينقسمون إلى أولي الضرر وغير أولي الضرر .. وهذا كله من الأعمال الظاهرة 

فلنحاول أن نقلب الأمور إلى النوايا .. فنجدها أكثر تنوعًا .. فالمجاهدون ينقسمون إلى من جاهد لله ومنهم لغير ذلك .. والقاعدون من أولي الضرر منهم من تعذر بضرره ورضي القعود .. ومنهم من تمنى الجهاد وضرره يمنعه .. وحديثنا عن شتى أنواع الجهاد وشتى أنواع الضرر.

فالأمر بالنهاية يعتمد على النية ومن ثم ترجمة هذه النية إلى عمل وجهاد 

فلأي الأصناف ننتمي .. وأي الأجور نبغي 

Sunday, August 19, 2012

عيدكم مبارك ..


عيدكم مبارك .. وتقبل الله طاعتكم .. وكل عام أنتم بخير

Friday, August 17, 2012

بالأمس جئت فكيف كيف سترحل 2

ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ .. بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً .. كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
من للقلوبِ يضمها في حزنها .. من للنفوس لجرحها سيعلِّّلُ
ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً .. وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ
عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ .. فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ
ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا .. يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ
فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا .. وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ
يا ليلة القدر المعظَّمِ أجرها .. هل إسمنا في الفائزينَ مسجّلُ؟
كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ .. قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ
أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها .. شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ
فاضت دموعُ العين من أحداقها .. وجرت على كفِّ الدُّعاءِ تُبلِّلُ
يامن تحبُّ العفو جئتُكَ مذنباً .. هلا عفوتَ فما سواكَ سأسألُ
هلاّ غفرتَ ذنوبنا في سابقٍ .. وجعلتنا في لاحقٍ لا نفعلُ
يا سعدنا إن كانَ ذاكَ محقّقاً .. يا ويلنا إن لم نفزْ أو نُغسَلُ
بكت المساجدُ تشتكي عُمَّارها .. كم قَلَّ فيها قارئٌ ومُرتِّلُ
هذي صلاةُ الفجرِ تحزنُ حينما .. لم يبقَ فيها الصفُّ إلا الأولُ
هذا قيامُ اللِّيلِ يشكو صَحْبَهُ .. أضحى وحيداً دونهم يتململُ
كم من فقيرٍ قد بكى متعففاً .. مَنْ بعدَ شهر الخير عنهم يسألُ؟ 
يامن عبدتم ربكم في شهركم .. حتى العبادةَ بالقَبولِ تُكَلَّلُ
لا تهجروا فعلَ العبادةِ بعدَه .. فلعلَّ ربي ما عبدتم يقبلُ
يامن أتى رمضانُ فيكَ مطهِّراً .. للنَّفسِ حتى حالها يتبدَّلُ
يمحو الذُّنوبَ عن التقيِّ إذا دعا .. ويزيدُ أجرَ المحسنينَ ويُجزِلُ
هل كنتَ تغفلُ عن عظيمِ مرادِه .. أم معرضاً عن فضلِه تتغافلُ
إن كنتَ تغفلُ فانتبهْ واظفرْ به .. أما التغافلُ شأنُ من لا يعقِلُ
فالله يُمهلُ إنْ أرادَ لحكمةٍ .. لكنَّه ،ياصاحبي، لا يُهمِلُ
إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً .. هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟
لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً .. هوَ والذي في شهره لا يعملُ
رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ .. ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ
حتى يعودَ لربه متضرِّعاً .. فهو الرحيمُ المنعمُ المُتفضّلُ
وهو العفوُّ لمن سيأتي نادماً .. عن ذنبهِ في كلِّ عفوٍ يأملُ
رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي .. في قادم الأيامِ أم نتقابلُ!!
فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها .. والعين في لقياكَ سوف أُكحِّلُ

بالأمس جئت فكيف كيف سترحل

وها نحن على عتبات هذا الشهر الكريم .. على عتبات وداعه .. وكثرت مراسيم الوداع وتنوعت أشكالها ..

ومهما تختلف هذه المراسيم إلا أن أفضلها ما كان بعد اغتنام متميز لهذه المدرسة الرمضانية .. في شتى أنواع العبادات .. من عبادات قلبية ، أو جسدية

ومن علامات قبول الأعمال في رمضان .. هي استمرارها لما بعده .. وهنا يقع الحد الفاصل بين الرباني والرمضاني ..

وإننا نتزود في رمضان لنقوي علاقتنا الربانية .. لا أن نجعل علاقتنا بربنا رمضانية .. فرمضان وسيلة وليس غاية ..

ونعم ،، يختلف الأمر في رمضان عن غيره من الشهور في سهولة العبادة .. لذلك كان أدعى أن نتقوى فيه .. حتى نكون بعد رمضان أقوى مما كنا عليه قبله

والحمد لله الذي بلغنا بفضله سيد الشهور والأزمان .. اللهم أعده علينا أعوما عديدة وأزمنة مديدة .. وأكتبنا فيه من الفائزين .. اللهم آمين


ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ .. بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ
بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً .. كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ
من للقلوبِ يضمها في حزنها .. من للنفوس لجرحها سيعلِّّلُ

Friday, August 10, 2012

رمضانيات: وليال عشر ..

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله. (متفق عليه)

هكذا كان حاله .. واليوم قد مضت ليلتان من الليالي العشر المباركة .. والأجواء الإيمانية في تصاعد .. وأصوات الدعاء في تزايد .. وكثر الزحام حول المساجد .. والناس بين قارئ وقائم وساجد

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر من الليل فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. (صحيح)

ولو أمعنا لما يحدث في هذه اللحظات حين ينزل ربنا نزولا يليق به .. ويسأل .. فيجد عباده ببابه واقفين .. لاذوا بجنابه .. وأناخوا مطاياهم بباه .. رفعوا أكف الضراعة إليه .. يرجون رحمته ويخشون عذابه .. وهو الكريم وهو اللطيف وهو العظيم وهو الرحمن الرحيم 

في هذه اللحظات .. يكون أعز وأشرف وصال .. بين العبد وربه .. حين تتساقط دموع الفرح بالمبشرات .. ودموع الخوف من المهلكات .. ودموع المحبة ، حبا بمناجاته .. وشوقا إلى لقائه 

وأما ليلة القدر .. فهنيئا لمن وافقها 

رباه هأنذا خلصت من الهوى .. واستقبل القلب الخلى هواكَ
وتركت أنسى بالحياة ولهواها .. ولقيت كل الأنس فى نجواكَ
ونسيت حبى وأعتزلت أحبتى .. ونسيت نفسى خوف أن أنساكَ
ذقت الهوى مرا ولم أذق الهوى .. يا رب حلوا قبل أن أهواكَ
أنا كنت يا ربى أسير غشاوة .. رانت على قلبى فضل سناكَ
واليوم يا ربى مسحت غشاوتى .. وبدأت بالقلب البصير أراكَ

اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه .. اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك .. والعتق من نيرانك

Thursday, August 9, 2012

فقط للعلم ..

الأخوة المتابعين الكرام .. 

أشكركم على حسن المتابعة .. وتلقيت من البعض جميل الدعم ..

ولكن هذه المدونة في الوقت الحالي تحت التجربة .. وبإذن الله تعالى على بداية أكتوبر أكون قد أعددت هذه المدونة على المستوى المطلوب.

وكوني لا أحب الثقل في المواضيع .. لذلك سأحرص أن اجعل مواضيعي مختصرة وبمعدل لا يزيد عن موضوعين في الأسبوع.

كل الشكر والتقدير ولا غنى عن إقتراحاتكم وتوجيهاتكم. 

Sunday, August 5, 2012

رمضانيات : تعاريف قرآنية

أقوال العلماء :
شرعاً : القرآن هو كلام الله القديم الذِى أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى للمتعبد بتلاوته وإعجاز الخلق عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه ، قال أهل السنة كلام الله منزل غير مخلوق .
وهو مكتوب فِى المصاحف محفوظ فِى الصدور مقروء بالألسنة مسموع بالآذان و ليس من كلام أحد من المخلوقين وهو الذي تعهد الله بحفظه (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9) ، وهو دستور المسلمين ؛ فقراءته عبادة ، و التفكر فيه عبادة ، واتباعه واجب . فكلما اقترب العبد من تحقيق و تطبيق الأخلاق الموجودة فيه ، كلما اقترب من النموذج المحمدي الذي هو النموذج الأمثل للبشر ، فهو كما قالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : ( كان خلقه القرآن ) . 

قول النبي صلى الله عليه وسلم :
وأخرج الترمذي و الدارمي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب انه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( ستكون فتن كقطع الليل المظلم ، قلت : يا رسول الله ! و ما المخرج منها ؟ قال : كتاب الله تبارك و تعالى ، فيه نبأ من قبلكم و خبر من بعدكم ، و حكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين ، و نوره المبين و ذكره الحكيم ، و هو الصراط المستقيم ، و هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، و لا تلتبس به الألسنة ، و لا تتشعب معه الآراء ، و لا يشبع منه العلماء ، و لا يمله الأتقياء ، و لا يخلق على كثرة الرد ، و لا تنقضي عجائبه ، و هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، من علم علمه سبق ، و من قال به صدق ، و من حكم به عدل ، و من عمل به أجر ، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ) ..

قول أحد المشركين "الوليد بن المغيرة" :
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه.



منقول من عدة مصادر

Friday, August 3, 2012

رمضانيات : خير ما قيل في القرآن الكريم

مقدمة الشاطبية:

بدأت ببسم الله في النظم أولا ... تبارك رحمانا رحيما وموئلا
وثنيت صلى الله ربي على الرضا ... محمد المهدى إلى الناس مرسلا
وعترته ثم الصحابة ثم من ... تلاهم على الإحسان بالخير وبلا
وثلثت أن الحمد لله دائما ... وما ليس مبدوءا به أجذم العلا
وبعد فحبل الله فينا كتابه ... فجاهد به حبل العدا متحبلا
وأخلق به إذ ليس يخلق جدة ... جديدا مواليه على الجد مقبلا
وقارئه المرضي قر مثاله ... كالاترج حاليه مريحا وموكلا
هو المرتضى أما إذا كان أمة ... ويممه ظل الرزانة قنقلا
هو الحر إن كان الحري حواريا ... له بتحريه إلى أن تنبلا
وإن كتاب الله أوثق شافع ... وأغني غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يلقاه سنا متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة ... ومن أجله في ذروة العز يجتلا
يناشد في إرضائه لحبيبه ... وأجدر به سؤلا إليه موصلا
فيا أيها القاري به متمسكا ... مجلا له في كل حال مبجلا
هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التاج والحلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه ... أولئك أهل الله والصفوة الملا
أولو البر والإحسان والصبر والتقى ... حلاهم بها جاء القران مفصلا
عليك بها ما عشت فيها منافسا ... وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا