عبد .. مصلي .. ذاكر لربه .. حافظا لكتابه .. يتلوه قائما آناء الليل .. ومرتلا أطراف النهار .. يسخي بالصدقة .. ويصوم طوعا وقربة .. ما احتاج حاجة إلا من رب الحوائج .. وإنما يشكي بثه وحزنه إلى الله .. آملا أن يكون المثال الإيماني القويم .. وجاعل له من العمل الصالح ما يواسيه ويهون عليه قبره .. يطمع إلى السير مطمئن النفس إلى غاية كل مؤمن .. الجنة
وتتوالى الأيام والليالي .. وتجد هذا العبد قد انشغل بملاهي الدنيا .. وخفت عبادته .. وبالكاد ينسى ما كان عليه من عمل إيماني .. وتجد مثله من ابتعد إلى أن وصل إلى الحافة الأخرى من الأعمال .. وأصبح يخجل من عمله الإيماني .. ويطرب بملاذات الحياة
ولكن لنقف وقفة عند هذا القدر .. ولنراجع أنفسنا جميعا .. ولنتأمل من هم حولنا من أخوة وأصحاب تنطبق عليهم هذه الأمور .. فكيف هي نظرتنا لأنفسنا أولا .. وكيف نراهم
بل لنوسع الرؤية ونرى كيف هو حالهم؟
هل خسف الله بهم؟
هل أمهلهم ثم قضى عليهم؟
أم هل أمتعهم بالدنيا؟
أم هل ستر عليهم وحافظ عليهم؟
أم هل ابتلاهم ليعودوا إليه؟
وأبعد من ذلك .. هل اشتاق لهم؟ ولترتيلهم؟ ولإلحاحهم؟ ولدموعهم؟ ولزحفهم إلى المساجد؟
فكيف هو حاله عز وجل لرجوعهم إليه؟
كيف هي معاملته إياهم؟
كيف هو فرحه بهم؟
وبعد هذا كيف سيختم لهم حياتهم؟
فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
ويا مثبت القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على طاعتك
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان .. واجعلنا من الراشدين
اللهم واجعل خير أعمارنا آخرها
وخير أعمالنا خواتيمها
وخير أيامنا يوم نلقاك
اللهم ردنا إليك ردا جميلا
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ودمتم بود